Tuesday, September 13, 2011

عندما سقطت أم كلثوم ..!


ليلة الأربعاء 15 نوفمبر 1967 والست تشدو في عاصمة النور

الأربعاء 15 نوفمبر 1967 مسرح الأولمبيا باريس 
أجواء الحفلة الثانية

وصف لحادت السقوط الشهيرة لحظة بلحظة
 لم تحظ الحفلة الثانية لأم كلثوم بالأولمبيا في المصادر الفرنسية بنفس الاهتمام الذيحظيت به الحفلة الأولى ، والمعلومات عن أجوائها شحيحة حتى في المصادر العربية ، ولعل السبب يعود إلى أن الحفلة الثانية في أي بلد عادة ما تقام كتعويض للمتخلفين عن الحفلة الأولى ، وجميع الكبار ووسائل الإعلام كانوا قد حضروا بكثافة أكبر في الحفلة الأولى ، إلا أن ما خلد هذه الحفلة في أذهان عشاق أم كلثوم هو حادثة السقوط
ابتدأت الست في وصلتها الأولى بأغنية أمل حياتي ثم أدت في الوصلة الثانية رائعة إبراهيم ناجي ورياض السنباطي الأطلال ثم اختتمت بأغنية فات الميعاد ، في الثلث الأخير من أغنية الأطلال وعندما دخلت السيدة في كوبليه هل رأى الحب سكارى مثلنا قام شاب في مقتبل العمر فارع الطول أنيق الهندام من أقصى الصف الذي كان يتواجد على يسار أم كلثوم بخطوات مسرعة وبحركة رياضية رشيقة لا توحي أنه كان سكران قفز إلى المسرح وأم كلثوم مندمجة في الغناء لم تنتبه إلى وجوده ، استلقى الرجل أرضا وأمسك برجل أم كلثوم يلثمها انتبهت الست مذعورة لكن المعجب المجنون كان قد شد رجلها بقوة فحاولت التخلص منه فوقعت الكارثة حدث كل هذا ولم يتحرك رجال حفظ النظام في القاعة الذين كانوا بعيدين كما لم يتحرك أعضاء الفرقة الموسيقية ، سقطت أم كلثوم على ظهرها واستقلت على الأرض حتى كادت مؤخرة رأسها تصطدم بأرضية المسرح وتقع الكارثة الكبرى لا قدر الله ، في غضون كل ذلك انكشف ثوب السيدة وبدت ساقاها إلى ما بعد الركبة بقليل كانت صورة جدّ مؤثرة لامرأة جاوزت الستين تتعرض لخطر غير مألوف من مخاطر المهنة ، آنذاك قام أفراد فرقتها من أماكنهم يساعدونها على النهوض ثم صعد عملاقان من أفراد حفظ النظام بالقاعة وأمسكا المعجب المجنون وأنزلاه من المسرح مطأطأ الرأس .
في عددها الصادر بتاريخ 25 نوفمبر 1967 نشرت مجلة الحوادث الفرنسية الشهيرة صورتين نادرتين لحادثة السقوط إحداهما شائعة والثانية نادرة أقدمها لكل من تابع تحقيق حفلات باريس ..!
عندما أستلقي ذلك الرجل علي قدم الست 
وسقطت الست 

الفرقة تحاول مساعدة السيدة أم كلثوم



يعترف الفرنسيون أنفسهم أن زيارة أم كلثوم لباريس وفي الظرفية السياسية التي جاءت فيها كانت حدثا سياسيا كبيرا ، ولقد وعت السيدة أم كلثوم هذه الحقيقة ، فبمجرد استقرارها بباريس بعثت برقية إلى الرئيس الفرنسي الجنرال شارل دوغول التي كانت تكنّ له إعجابا كبيرا قالت فيها :
Séjournant dans la grande France , je voulais saluer en vous votre action en faveur de la justice et la paix . Madame Oum kalsoum
وأنا أحل بفرنسا العظيمة ، أردت أن أحيّي فيكم وقوفكم مع العدالة وإلى جانب السلام . السيدة أم كلثوم 
كتب أكثر من مصدر أن أم كلثوم كتبت البرقية بخط يدها بلغة فرنسية بليغة ، لكني أرجح أن تكون البرقية بخط وأسلوب السفير المصري بياريس آنذاك السيد عبد المنعم النجار الذي كان أحد جنود الخفاء لزيارة باريس .
قبل أن تغادر أم كلثوم فرنسا جاءها رد الرئيس كالتالي 
j'ai senti dans votre voix madame toutes les vibrations de mon cœur et celles des français . Charles de Gaulle 
لقد لمست بصوتك سيدتي أحاسيس قلبي وقلوب الفرنسيين جميعا . شارل دوغول 
كانت تلك واحدة من أقوى أحداث زيارة باريس التاريخية وإحدى الالتفاتات التي لم يُحظ بها إلاّ قلة من الفنانين العرب
وكان من الطبيعي أن تشاهد الست معالم باريس وأترككم مع مجموعة صور لثومة في باريس

قرب قوس النصر 

في الحي اللاتيني 

أمام قوس النصر
حديقة الليكسمبورع



شكر خاص لمنتدي سماعي ... وأنتظروا المقال القادم .. أم كلثوم في المغرب والملك الحسن يعلن يوم زيارة أم كلثوم عطلة رسمية

1 comment:

  1. مقالة رائعة ياكريم مش عارفة نظام السكيورتى زمان كان ضعبف جدا واضح بس الحادثة ان كانت بتدل على حاجة فهى بدل على هوس الناس بأم كلثوم عموما

    ReplyDelete